السلام عليكم
من منا يستطيع ان ينكر اهمية وجود الوالدين في حياته، فهم جزءهام من حياتنا؛ لكون الوالدين السبب الأول لوجودنا في هذه الحياة،
فهم من اهم الثوابت التي لا يمكن تغييرها او الاستغناء عنها فى يوم من الايام، وذلك على خلاف الكثير من الثوابت الاخرى.
فالصداقات مثلا من الممكن الاستغناء عنها او زوالها في اي وقت، لكن لا يمكن لاحد الاستغناء او التخلي عن احد الوالدين او كلاهما معا من خلال محوهم من ذاكرته، لوجود العديد من الروابط التي تربطنا دوما بالوالدين، سواء كانت روابط جينية كالصفات الوراثية لكلا الوالدين، والتي حددت لوننا ومظهرنا، او روابط اجتماعية كوجود معتقدات شخصية ودينية لهم توارثنها عن والدينا كالديانة مثلا، فالصلة التي ربطتنا بوالدينا او ما زالت تربطنا دوما بوالدينا هي صلة قوية، وذلك للعديد من الاسباب التي سوف نتعرف على بعض منها. 1 - حب الوالدين الغير مشروط والرعاية: حب كلا الوالدين لابنائهم هو فطرة وغريزة وهبها الله لكلا الوالدين لمراعاة الابناء منذ لحظة ولادتهم؛ فهو حب نقي غير اناني ألزم الوالدين دوما بمراعاة الابناء وحمايتهم حتى نضجوا واصبحو مسؤولين عن انفسهم؛ فالوالدين هم اول من تحمل مسؤولية الابناء من رعاية وتقديم خدمات: كالمأكل، والملبس، والتفكير في المستقبل دائما، وذلك دون ادنى شرط من جانبهم او قيد على الابناء 2 - هم من شكلوا شخصياتنا: هم اول من تعلمنا على ايديهم الكثير من المبادىء والقيم، واكتسبنا العديد من السلوكيات التي شكلت لنا شخصياتنا فيما بعد، فالوالدين هم اول من حاسبنا منذ نعومة اظافرنا على تصرفاتنا، سواء كانت ايجابية بالثناء عليها، او سلبية بالتنبيه للحذر منها مرة اخرى، فتعلمنا من الوالدين كيف نفرق بين الصواب والخطأ، مما ساهم في نمو شخصياتنا واستقلالنا في الكبر. 3 - تحملوا الكثير من المشاق: تحمل كلا الوالدين نصيبه الوافر من الشقاء، سواء كانت الام التي تحملت متاعب الحمل والولادة والرعاية، او الاب الذي تحمل مشاق العمل والمسؤولية لتوفير الحياة المعيشية المناسبة للابناء، فمن منا يستطيع ان ينكر تعرض كلا الوالدين للكثير من المشاق لتربيته، والعناية به، وحمايته من خلال الحفاظ عليه معافى دوما، بتقديم الرعاية الصحية له عند المرض، وتوفير سبل الراحة لتنشئته تنشأة سليمة. 4 - الوالدان منبع حنان لا ينضب : مهما اخطأنا نجد دائما ان الوالدين هم اول من يحيطونا بعطفهم ورعايتهم، فكثيرا ما نخطأ ونجدهم الى جوارنا متفهمين لهفواتنا، حريصين على تهذيبنا وتعديل سلوكياتنا الى الأحسن؛ فالوالدين نبع حنان لا ينضب ابدا، فهم دائما على استعداد للتضحية دون انتظار اي مقابل، فسواء الأب او الأم اسمى غايتهم هو تثبيت ارجل ابنائهم على ارض صلبة. 5 - حب الوالدين هو اصدق حب في الوجود: حب الوالدين لأبنائهم حب فطري زرعه الله سبحانه وتعالى في قلوب الأباء حتى يستطيعوا العطاء وتحمل الصعاب، لذا نجدهم لديهم رغبة وحرص على ان يكون ابنائهم احسن حالا منهم، على اعتبار انهم امتداد لهم في الحياة؛ فهم ينظرون الى ابنائهم على انهم الزرع الذي اجتهدوا في زراعته طوال عمرهم، وذاقوا الأمرين لرؤيته وهو ينضج، لذا نجدهم حريصين كل الحرص على رعايتهم.